«فناء».. قصيدة للشاعر الدكتور عمرو فرج لطيف

الدكتور عمرو فرج لطيف
الدكتور عمرو فرج لطيف

 

إذا ما ضَمَّ طينُ القبرِ جسمي،

 وناح النائحون عليَّ حُزنا

 

وذوَّبني الفناءُ، وَقَدَّ مِنِّي

 ملامحُ هيكلي ظهراً وبطنا

 

ولم يسعف زماني أن يقل لي،

 إذا ما هِمْتُ بالبلوى: تأنَّى!

 

ولم أملك قُوايَ لكي أعضُّ

 أصابع خيبتي وأصيحُ: أنَّى!

 

وفرَّقنا القضاءُ، ولم يُفرِّق

 صغيراً من كبيرِ العمر سِنَّا!

 

قَدمتُ إليك، ما قدَّمتُ شيئاً،

 وحيرةُ خاطري والهمُّ رُكنا!

 

بذلةِ مُذنبٍ تعلو افتقاري،

إلى الملك الذي أغنى واقنى!

 

بفاقةِ عاجزٍ هدَّت كياني،

 ويرجو رحمةَ الباري وحُسنا!

 

فلا أدري سنطرقُ أيَّ بابٍ،

 ومن يأتي يُحيلُ الخوف أمنا!

 

فكم من مُكرمٍ اضحى ذليلاً،

 وكم من مُذنبٍ سفهاً تمنَّى!

 

بحُبِّ مُحمَّدٍ نرجو ونرجو،

 ونحسنُ في رحاب الله ظنَّا!

 

شفيعُ المذنبين بيومِ كَرْبٍ،

 يُنادي:" أمتي" إنساً وجنَّا!

 

عسى ربُّ المحبَّةِ يصطفينا،

 يزحزحُنا، يحطُّ الوزر عنَّا

 

ويمحو ما أتى في "لن تراني"،

" بما كذب الفؤادُ" وذاك معنى!